الفكر السياسي الفلسطيني بين الواقعية السياسية والعاطفة الدينية !!!

لم تكن حالة الانفصام التي ضربت الفكر السياسي الديني في الساحة العربية عامة والخصوصية التي حملت اليها الساحة الفلسطينية الا نتاج لمؤاثرات على التوازي تحركت بصورة عكسية لحالة التطور في الفكرالسياسي الفلسطيني الواقعي ... هذا الفكر الذي اتى على التحديات واستجابة للحلول الموضوعية في معالجة المؤامرة التي احيكت لضرب مقدرات هذه الامة بما فيها العمق الديني .
لنقل انها نجحت ولو نسبيا فاوقفت حالة المد عندما رفعت من شعاراتها العدائية لحركة الاخوان المسلمين في سياق نظرية ضد الضد ...ظاهريا تسمو بشعاراتها ومعالجاتها للازمة السياسية من خلال دعوى الحريات العامة في سوق الفكر الحر بينما تبطن في مضمونها ضرب الفكر من العمق عبر ذات المعالجة ...
حقيقة رفض التعصب الديني ومعالجاته للازمة السياسية كانت ولا زالت تهدف الى مواجهة الفكر السياسي الواقعي من خلال هذا التدخل السافر في حربها الدينية الزائفة باعتبار ان اسهل المواجهات في الانتصار على الفكر هو في مناصبة الفكر الديني العداء الظاهري والتحالف الخفي معه وهو ما تضمنته استراتيجية المعالجات الحديثة في الفكر التنويري الاستعماري المعاصر الذي رسم معالم جديدة لحالة من الاستدامة للهيمنة من خلال نظرية الفوضى الخلاقة التي تبحر بين الامم المستهدفة فتعيث فيها تفكيكا ...خرابا وتدميرا ضمن شعار الحريات وارادة الشعوب وصولا الى التدخل المباشر في الحسم لصالح المزيد من التداعي نحو القاعدة الصفرية لمستقبل افضل .
الواقع الفلسطيني ينهض بحاله نحو تشجيع التداعي والانكسار ضمن منظومة الاغراء المتموضع للحالة السياسية بين شقي الوطن ... قريحة العبث المتفجر في امارة القرامطة بغزة هرولت بالفكر السياسي والديني نحو مفاهيم الانحلال وتشجيع الاستثمار الحر في السوق السوداء ضمن قاعدة الاصل التي تقول الضرورات تبيح المحظورات .. فان كنت جائعا وانقطعت في صحراء فعالج جوعك باكل اخيك الاضعف لاستدامة الامل في نجاة الغريق من الغرق في كثبات الصحراء الجافة .... التفير الفلسطيني هناك تحت صواريخ الفتك والعدوان يحفر في باطن الارض سباقا بين فرسان الفكر ضمن الاقتصاد الحر وهذا هو حال فكرنا الديني .
اما حالة فكرنا السياسي الواقعي المترنح في امتداد الوطن المقضوم من الشمال الى الجنوب فانه يخضع لروح الاغراء بين الاعتراف السياسي والاستقطاب وحالة النهب والسلب في معالجة الحلول الممكنة من خلال تشديد الحصار والخنق الجيوبوليتك ...جدار الفصل والاستباحة اليومية المتكررة تزيد من انعدام فرصة البناء الممكن لمداميك الدولة وهكذا يترنح الشعب الفلسطيني بين امال الرمال المتحركة على شاطيء غزة وبين صيف الاغوار الحارة حتى جبل الشيخ المثلج .