حماس ومؤتمر" فتح".:: بكر أبو بكر

حماس ومؤتمر" فتح".
بكر أبو بكر
استغرب الكثيرون أن يراهن البعض في حركة " فتح" وكوادر المنظمة على ما أسموه ( وطنية ) حزب حماس ، ومبعث الاستغراب هنا أن هذا الحزب لا يقول بالوطنية أصلا مقابل من يقول بذلك، فما زال منهم-أي حماس- من يعتبر الوطنية والقومية والعلم الفلسطيني والنشيد الوطني دعوات جاهلية ووثنية عدا عن أن ممارساتهم تقلد ممارسات الاحتلال شبرا شبرا ، بل وتفوقت عليها –للأسف- من حيث التجييش وفتاوى التكفير وممارسة قطع الأرجل والقتل والاعتقال والتعذيب ومنع السفر والتمثيل بالجثث ما فاضت به أخبار منظمات حقوق الإنسان .
يأتي الاستغراب الآن في إطار الحوار الدائر حول السؤال الكبير هل تسمح حماس لكادرات" فتح " بالسفر وحضور المؤتمر السادس ، أم لا تسمح فيما انه بالمقابل سمحت قوات الاحتلال لكافة أعضاء" الحركة بالخارج بحضور المؤتمر ، وفي ظل موافقة الحكومة السورية على حضور كوادر " فتح " من سوريا ومن غزة ؟؟
أقول في ذلك أن الحزب الذي يعيش وهم العظمة والعصمة في ظل سلطان دنيوي فاسد وتحت الاحتلال سيظل يمارس ما يمكنه من مساومات وابتزاز واستعداء للآخرين، لماذا؟ لأن الفكر الظلامي الذي يحملونه فكرلا يعترف بالآخر ولا يهتم بأمره بل ويعتقد أن تحطيم الآخر مهمة مقدسة حملها الله على أكتافهم فيصبح دم الشعب وفكره وقلبه مستباح لورثة الأنبياء من المدعين والأفاقين والخوارج .
حزب حماس لا يقول انه حزب وطني فهو كما يدعي حزب (إسلامي) بمعنى احتكاره للإسلام الرحب في صندوق مغلق لا يملك أحد مفتاحه إلا هم، متوهمين أن الناس البسطاء سيظلون مخدوعين بهم ينتظرون حراس المفتاح .
كان عنوان الحديث الذي جرنا لهذه التداعيات هو أن تسمح حماس لكوادر " فتح " بالخروج لحضور مؤتمر" فتح " كما ذكرنا ، وأشار بعض الجلاّس أنهم يثقون بصدق انتماء حماس الوطني ؟! الذي لم تدعيه حماس أبدا -كما أسلفت أيضا- لا سيما وأن إسماعيل هنية سيكون الملك الخامس الذي سيحكم الأرض- كما قال خطيب الجمعة في أحد مساجد غزة من فترة قصيرة – فكيف يكون ملك العالم وطنياً لا عالميا إسلاميا .
أن يكون إسماعيل هنية وريث ذو القرنين والملك سليمان عليه السلام في حديث الوهم والضلال الذي ينشره فقهاء الظلام في بعض مساجد غزة أو بعض مواقع حماس فهذا شأنهم حتى لو حولوه لما يشبه (الغورو) في التراث الهندوسي أو البوذي، ولكن أن يسقطوا هذه الأوهام والأحلام الباطلة على الناس سيفاً مسلطاً يهوي فعليا على رقابهم وعلى حرياتهم الشخصية وفي الأمن وحرية السفر فما هذا إلا استحضار لمفهوم الاستبداد (الإسلامي) الذي ميز مسار حقب محددة في تاريخنا الأسود، ونحن ننتقل من استبداد إلى استبداد مبتعدين كليا عن سيرة خير الأنام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وتعليمات الدين الإسلامي الحنيف حتى استقر الاستبداد ضمن منطق الإمام المستبد العادل كأنه جزء من الدين لدى تيار عام لدى السنة والشيعة معا .
إن الابتزاز الذي يمارسه حزب حماس بحق أبناء " فتح " يصبح ليس مستغربا، وهو وان كان بشروط مختلقة ابتدأت بالشروط المعقدة التي وضعتها حماس في مفاوضات القاهرة التي تضمن حكمهم الانقلابي إلى الأبد، إلى الشرط الأخير القاضي بإطلاق سراح المعتقلين (الجنائيين)، يعد هذا الابتزاز لغة ثابتة في الفكر الانساني المتفرد الذي لا يأتيه الباطل من فوقه أو تحته، ولغة ثابتة في العقل الذي يحكم بمنطق الحديد والنار والاختطاف والتعذيب ، فمن لا يأتي على مقاسه مرفوض، كما هو مرفوض أن يضاء الشارع بنور الحقيقة " وفتح" الحرية والوطنية والديمقراطية والنهل من نبع الحضارة العربية الاسلامية هي هذا النور الساطع.