رياح التغيير
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رياح التغيير
كثُر الحديث هذه الأيام عن تحولات في السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأميركية سينفذها الرئيس الأميركي الجديد بارك أوباما، واجتهد الكثير من المراقبين والمحللين في طرح العديد من السيناريوهات التي تشير في مضمونها الى أن عهداً جديداًَ ستشهده الدبلوماسية الأميركية في سياستها الخارجية.
الأمر الأهم في هذا السياق، أن بعض الدول الإقليمية في منطقتنا إنحدرت في هذا الإتجاه، وبنت آمالاً كبيرة على ما يمكن أن تسميه إنقلاباً في السياسة الإميركية الخارجية. وعليه أوزعت لكافة القوى المرتبطة بأجندتها بضرورة التروي وعدم الدخول في حوارات أو مشاريع قد تشكل خسارة لها، على إعتبار أن ما هو منتظر من الرئيس الإميركي الجديد يتطلب إعادة ترتيب الأولويات بما يساعد على إحداث إنقلابات موضعية تتناسب مع رياح التغيير الإميركية.
وهنا نلحظ عقم هذه الرؤيا، حيث نسى أصحاب هذا التحليل أن عمليات التغيير التي فاز على أساسها الرئيس أوباما في برنامجه الإنتخابي، تتمحور في جهدها الرئيسي إلى الداخل الأميركي، خصوصاً ي ظل الأزمة الإميركية الأخيرة وتردي الأوضاع الإقتصادية. أما فيما يخص السياسية الخارجية للولايات المتحدة الإميركية فإن من الخطأ الفادح القفز على مجموعة المسائل التي تشكل عناصر مكونه لهذه السياسيه.
فإستراتيجية الدبلوماسيه الاميركيه الخارجيه تقوم على مرتكزين سياسيين:
المرتكز الأول: المصالح الأميركيه عبر العالم وإتخاذ كافه الإجراءات الكفيلة بصيانه وحماية هذه المصالح.
المرتكز الثاني : الحفاظ على المركز الذي تتبؤه اميركا كسيدة لهذا العالم وكأكبر قوة فيه ، وبالتالي ممارسة اقصى درجات الحزم للحيلولة دون الاخلال في هذه المعادله .
أما منظمومة العلاقات الدولية لأميركا، فإن أهم خصوصية في خارطتها، إسرائيل. حيث أن هناك إتفاقيات ومعاهدات ومواثيق ومصالح مشتركة بين الطرفين، تعتبر ملزمة لأي رئيس أمييركي أي يكن إنتمائه السياسي أو توجهه الفكري والعقائدي. ناهيك طبعاً أن أي تحول أو تغيير في هذه الإستراتيجية سيصطدم بمؤسستين تشريعيتين يحتاج الأمر إلى مصادقتهما على ذلك التغيير، الكونغرس ومجلس النواب.
وعليه، فإن من باب السخف والوهم، تصور أن الرئيس أوباما سيحدث إنقلاباً في المنطقة وفي منظومة علاقاتها. وإذا سلمنا جدلاً أن هناك شيئاً من الجدية في التبني الإميركي لرؤية الدولتين، فإن المنطق العقلي والتحليلي يضعنا مباشرة أمام جملة من الإسئلة الكبيرة والقلقة. هل ستمارس الإدارة الأميركية الجديدة ضغوطاً جدية على إسرائيل للقبول بفكرة الدولتين؟ ما هي حدود هذه الضغوط؟ هل ستلزم الإدارة الأميركية إسرائيل بإستيفاء شروط إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والإستمرار، وخصوصاً في مسألة الإستيطان؟ هل تمتلك الإدارة الإميركية الجديدة القدرة على مقاومة كل أدوات الضغط التي تمتلكها إسرائيل في الداخل الأميركي؟ ما هي آفاق الجهد الأميركي في العملية السلمية وما مستوى التنسيق مع المجموعة العربية؟ كيف ستتعاطى الإدارة الجديدة مع مبادرة السلام العربية وبأي حدود؟
إن مجموع الحقائق التي أشرنا إليها، تدفعنا إلى الإستنتاج بأن تغييراً حتمياً يجب أن يحدث في صورة المشهد الفلسطيني، وأن عاصفة يجب أن تهب لتقلب كل ما هو قائم في الواقع الفلسطيني الراهن. ولأن الجسد الفلسطيني يعاني من مرض عضال، ولأن كل سبل العلاج الطبيعية قد إستنزفت، فإن الضروره تحتم إجراء جراحة تستأصل هذا الجزء الفاسد، كيما يتعافى الجسد الفلسطيني ويعود إلى سابق عهده من القوة والنقاء. هذا ما تحتاجه حقاً، الساحة الفلسطينية، وما عدا ذلك، هو ضرب من الوهم ومضيعة للوقت. فلتهب رياح التغيير لأن فيها مصلحة فلسطينية.
محمد مخربان
كاتب فلسطيني - لبنان
الأمر الأهم في هذا السياق، أن بعض الدول الإقليمية في منطقتنا إنحدرت في هذا الإتجاه، وبنت آمالاً كبيرة على ما يمكن أن تسميه إنقلاباً في السياسة الإميركية الخارجية. وعليه أوزعت لكافة القوى المرتبطة بأجندتها بضرورة التروي وعدم الدخول في حوارات أو مشاريع قد تشكل خسارة لها، على إعتبار أن ما هو منتظر من الرئيس الإميركي الجديد يتطلب إعادة ترتيب الأولويات بما يساعد على إحداث إنقلابات موضعية تتناسب مع رياح التغيير الإميركية.
وهنا نلحظ عقم هذه الرؤيا، حيث نسى أصحاب هذا التحليل أن عمليات التغيير التي فاز على أساسها الرئيس أوباما في برنامجه الإنتخابي، تتمحور في جهدها الرئيسي إلى الداخل الأميركي، خصوصاً ي ظل الأزمة الإميركية الأخيرة وتردي الأوضاع الإقتصادية. أما فيما يخص السياسية الخارجية للولايات المتحدة الإميركية فإن من الخطأ الفادح القفز على مجموعة المسائل التي تشكل عناصر مكونه لهذه السياسيه.
فإستراتيجية الدبلوماسيه الاميركيه الخارجيه تقوم على مرتكزين سياسيين:
المرتكز الأول: المصالح الأميركيه عبر العالم وإتخاذ كافه الإجراءات الكفيلة بصيانه وحماية هذه المصالح.
المرتكز الثاني : الحفاظ على المركز الذي تتبؤه اميركا كسيدة لهذا العالم وكأكبر قوة فيه ، وبالتالي ممارسة اقصى درجات الحزم للحيلولة دون الاخلال في هذه المعادله .
أما منظمومة العلاقات الدولية لأميركا، فإن أهم خصوصية في خارطتها، إسرائيل. حيث أن هناك إتفاقيات ومعاهدات ومواثيق ومصالح مشتركة بين الطرفين، تعتبر ملزمة لأي رئيس أمييركي أي يكن إنتمائه السياسي أو توجهه الفكري والعقائدي. ناهيك طبعاً أن أي تحول أو تغيير في هذه الإستراتيجية سيصطدم بمؤسستين تشريعيتين يحتاج الأمر إلى مصادقتهما على ذلك التغيير، الكونغرس ومجلس النواب.
وعليه، فإن من باب السخف والوهم، تصور أن الرئيس أوباما سيحدث إنقلاباً في المنطقة وفي منظومة علاقاتها. وإذا سلمنا جدلاً أن هناك شيئاً من الجدية في التبني الإميركي لرؤية الدولتين، فإن المنطق العقلي والتحليلي يضعنا مباشرة أمام جملة من الإسئلة الكبيرة والقلقة. هل ستمارس الإدارة الأميركية الجديدة ضغوطاً جدية على إسرائيل للقبول بفكرة الدولتين؟ ما هي حدود هذه الضغوط؟ هل ستلزم الإدارة الأميركية إسرائيل بإستيفاء شروط إقامة الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والإستمرار، وخصوصاً في مسألة الإستيطان؟ هل تمتلك الإدارة الإميركية الجديدة القدرة على مقاومة كل أدوات الضغط التي تمتلكها إسرائيل في الداخل الأميركي؟ ما هي آفاق الجهد الأميركي في العملية السلمية وما مستوى التنسيق مع المجموعة العربية؟ كيف ستتعاطى الإدارة الجديدة مع مبادرة السلام العربية وبأي حدود؟
إن مجموع الحقائق التي أشرنا إليها، تدفعنا إلى الإستنتاج بأن تغييراً حتمياً يجب أن يحدث في صورة المشهد الفلسطيني، وأن عاصفة يجب أن تهب لتقلب كل ما هو قائم في الواقع الفلسطيني الراهن. ولأن الجسد الفلسطيني يعاني من مرض عضال، ولأن كل سبل العلاج الطبيعية قد إستنزفت، فإن الضروره تحتم إجراء جراحة تستأصل هذا الجزء الفاسد، كيما يتعافى الجسد الفلسطيني ويعود إلى سابق عهده من القوة والنقاء. هذا ما تحتاجه حقاً، الساحة الفلسطينية، وما عدا ذلك، هو ضرب من الوهم ومضيعة للوقت. فلتهب رياح التغيير لأن فيها مصلحة فلسطينية.
محمد مخربان
كاتب فلسطيني - لبنان
رد: رياح التغيير
يسلمووووووو
اخى ابوانس على الموضوع
تحياتى
امل الفتح
اخى ابوانس على الموضوع
تحياتى
امل الفتح
امل الفتح- &عضو مشارك&
- الساعة :
الجنس :
عدد المساهمات : 329
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 02/06/2009
التقيم : 9
نقاط : 596
رد: رياح التغيير
الله يعطيك العافية اخي ابو انس على مجهوداك الرائع
تقبل مروري
تحياتي لك
تقبل مروري
تحياتي لك
عاشق الكوفية- الدعم الفني
- الساعة :
الجنس :
عدد المساهمات : 906
العمر : 38
المزاج : عادي
تاريخ التسجيل : 23/11/2007
التقيم : 17
نقاط : 2123
رد: رياح التغيير
شكرا لك اخي ابو انس على مجهوداك
الله يعطيك العافية
تحياتي لك
الله يعطيك العافية
تحياتي لك
فلسطين الغالية- مرقب عام
- الساعة :
الجنس :
عدد المساهمات : 2091
العمر : 30
تاريخ التسجيل : 20/11/2007
التقيم : 20
نقاط : 1528
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى