فتـــــــــح تزهر في اذار والعاصفة

من طرف **أركان** الجمعة مارس 14, 2008 4:16 pm

فتـــــــــح تزهر في اذار والعاصفة
تولد جمهورية فلسطين

بقلم المناضل قائد العملية: حسين فياض
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوقت ليس هو الوقت واذار هو شهر اذار وباراك هو باراك والرجال ليس هم .
فلا غرابة ولا من المستهجن ان يواصل العدو الصهيوني سياسة التنكيل والقتل بدم بارد والتوغل في ممارسة البطش والارهاب بحق ابناء شعبنا دون رحمة ولا توقف .فلسطين بالامس وغزة اليوم وكل شبر في ارض الوطن غدا اليست هذه هي الحقيقة حقيقة باراك وكل باراك .
الذاكرة في عيون الفلسطيني هي الدم والتاريخ وعمق الجرح الذي لا يتوقف على النزيف ولكن الذاكرة لدى باراك مختلفة ففي نفس هذا الشهر وتحديدا في اليوم السابع من اذار تحركت من لبنان مجموعة الشهيد كمال عدوان ) عملية دير ياسين ( المعروفة باسم دلال المغربي او عملية الساحل كما اطلق عليها فيما بعد .تحركت باتجاه فلسطين عاقدة العزم على تحقيق اهدافها العسكرية منها والسياسية ومن اهمها اقتحام الحواجز الامنية الصهيونية بكل ما تعنيه الكلمة . اقتحام قلب تل ابيب ورفع العلم الفلسطيني فوق ترابه الغالي .التأكيد على اهمية البندقية الفلسطينية وعلى تمثيل م-ت-ف كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني في الوقت الذي عملت كل القوى العميله على تجاوزه فكان الفلسطيني ولبندقيته المتمثلة وعلى وجه الخصوص في قوات العاصفة الذراع العسكري لحركة فتح طليعة م-ت-ف ان تأخد بزمام المبادرة بيدها بعدما حاول انور السادات ان يلتف عليها ولان تأكد وفائها وعهدها اتجاه ابنائها من الحركة الاسيرة التي تعاني شتا اصناف البطش والارهاب والتعذيب على ايدي الجلادين الصهاينة وفائها في تحرير اسراها كان لابد ان تشمل القائمة تحرير البعض منهم وكان الوعد وكان الوقت الحادي عشر من اذار 1978 وبعد مسيرة استمرت اربعة ايام على متن باخرة ومن ثم زوارق مطاطية من نوع ) زودياك ( في بحر يلفه امواج هائلة ورياح عاتية وامطار غزيرة مع كل ذلك فقد تمكنت المجموعة من الوصول الي شواطئ فلسطين وان كانت قد خسرت اثنين من افرادها غرقا وفي ساعة ما قبل الظهر .
كان كل فرد من افراد المجموعة يحتضن رمال فلسطين يقبل حصاها ويملئ عينيه بكل ما يحيط به .وكان اللقاء ولاول مرة بالنسبة لكثير منا وانها للحظات لا تمحا من الذاكرة توحد المناضل منا مع عنصر عشقه وحبه ولهفته للقاء مادام طال فلا غرابة ولا استهجان وهنا فلا فرق بين فلسطيني وعربي الكل توحد في بوتقة الام الرؤم فلسطين وفتح وكان اصرار الاخ القائد الرمز الشهيد ابو جهاد على تشكيلة المجموعة ثمانية من فلسطين و ثلاثة ابطال من لبنان الحبيبة واثنان من اليمن السعيد وحتى المرأة كان لابد ان تشارك وان يكون لها دور خاصة وان شهر آذار هو شهر المرأة وهنا وقع الاختيار على الاخت الشهيدة دلال المغربي والاكثر من ذلك اعطائها دور القيادة اعلاميا .
تبدو المنطقة الساحلية وكانها عسكرية بكل معنى الكلمة هاهي اثار جنازير الاليات تحط على ثرى وساحل فلسطين كمائن ترابية ليلية تبدو هنا وهناك وكان في الامر شيئ . هل كانو على علم بنا ؟؟اوكانو في انتظارنا ؟؟ او ان الامر يبدو عاديا وروتينيا ؟؟تبادر في ذهني كل هذا وان كنا في حاجة للراحة والاسترخاء بعد اربع ايام من المسير والمشقة والتعب وحتى الجوع والعطش وعدم النوم الذي اخذ منا كل مأخذ .
وفي الافق الغير بعيد يبدو الطريق الساحلي للمركبات وكانه لا يكترث بوجودنا الذي اصبح واقع وواضح للعيان فزي العسكري والسلاح بكل انواعه . الكلاشينكوف . الديكتريوف . الاربيجي . الهاون . الانرجا . ام 16 مقمبل والصواريخ فقد قال البعض بأن تسليح المجموعة يعادل تسليح كتيبة عسكرية كلاسيكية وقال الرمز والشهيد البطل ابو جهاد في احدا المرات بانكم تستطيعون القتال حتى لاسبوع وانكم مطالبون باثارة الفيل ) العدو الصهيوني ( حتى يفقد التوازن والقدرة على التفكير ومن ثم نتلقفه نحن في جنوب لبنان لناقنه درسا لن ينساه .
وفي هذه اللحظات فلا عجب ان يتبادر للذهن هذا القول وتسرى في عروق كل واحد منا طاقة وقوة لا يمكن وصفها الا بالسيل الجارف تدعونا للالتصاق باقدام ثابتة وقوية وايدي قابضة على الزناد واعين تطوف في رحاب المنطقة تبحث عن كل شيئ : أهي الذ اكرة ؟؟ وكان الغبار افاض عنها وجعلها حرة وكأنها انسابت حتى الدموع وافاقت على الامر العسكري بضرورة اخذ الحيطة والحذر والتقدم بخطا عسكرية بطبيعة الحال باتجاه الطريق الرئيسي في محاولة للسيطرة على وسيلة نقل باتجاه الهدف المسطر لنا ومما يدعو للغرابة والاستهجان عندما كان الاخ خالد ابو اصبع ) ابو صلاح (المكلف مع الاخ ابو جلال بأقاف وسيلة نقل تقدمت على الطريق ناقلة جند اسرائيلية وعلى متنها جنود مدججين بالسلاح اخذو يلوحون بايديهم للاخوة باستهزاء وعدم اكتراث ماضين في طريقهم دون توقف .
وبعد اكثر من محاولة تم اخيرا السيطرة على باص مملوء بالركاب وبطبيعة الحال شملت السيطرة على كل شيئ على الطريق السريع الذاهب منه والقادم وكل شيئ اصبح تحت السيطرة كما كان الباص تحت راية وعلم فلسطين الذي اصبح يرفرف من فوقه يعانق كل نسمة من نسمات فلسطين الطاهرة ونحن متجهين صوب تل ابيب وبعد قليل لحقنا بباص اخر اوقفناه وسيطرنا عليه ثم دفعنا بركابه الي داخل الباص الاول ودلال المغربي تصرخ بوجه السائق ملوحة ببندقيتها وهي تقول تقدم ,,,,,. اسرع .......هيا .
وعندما قلت بصوت عالي موجها كلامي لها : أأمري السائق للتوجه للمطار مباشرة وكانني اردت ان احرق بعض من مراحل العملية بعدما اصبح لدينا ازيد من تسعون راكب وكان الرد القاطع من الاخت دلال : لالا يا اخ حسين يجب ان ننفذ كل اوامر الاخ ابو جهاد . لقد كبرت في عيني حتى اني حسدتها على ذلك . اذن فليكن ولا احد يستطيع ان يزاود على احد هذا ما قلت واخذت التفت باتجاه احد الركاب وهو يرتعد وينزع لباسه القطعة تلو القطعة حتى اثار دهشتي واستغرابي ويشير باصابع يده دون ان افهم ماذا يقول وقلت : ما الامر ؟ وكانت المفجاة بالنسبة لي عندما ترجمت اليهودية اليمنية التي كانت بجواره وقالت : انه يقول انه لم يتعد ا كونه طالب في كلية الطيران العسكري ولم يصل بعد ليكون طيار وهو يستجدي منك ان لا تقتله .
انطلقنا في سيرنا وما هي الا دقائق قليلة حتى اصبحنا في مواجهة قوات العدو التي احاطت بالمنطقة واخذت بوضع الحواجز والعراقيل وامطروا الباص بوابل من الرصاص من كل صوب وحدب وقنص ما يمكن قنصه من خلال ملاحقتنا بسيارات وجبا ت عسكرية من خلف الباص وطائرات مروحية من فوقنا كل ذلك من اجل ايقاف اندفاع الباص الذي اصبح يترنح الا انه يواصل ويستمر ويقاتل ويدافع عن علمه ووطنه الجديد وكان كل شيئ ملتهب .النيران .المتفجرات . القنص وحتى صراخ وعويل الرهائن وفي احيان كثيرة سب جنودهم وكانهم يقولون توقفو ثكلتمونا !!!عبثا ما تفعلون دون جدوى فالكلمات لا صدى لها ومن المؤكد انها لا تصلهم والباص يندفع ويواصل طريقه مخترقا الحاجز الاول مخلفا ورائه الكثير من النيران والدخان لسيارات واليات العدو التي تناثرت في كل مكان